نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 1 صفحه : 562
مع كون التوبة مقبولة كما في الآية الأولى وكما في قوله تعالى : «وهو الذي
يقبل التوبة عن عباده» وغير ذلك ، فقيل : لن تقبل توبتهم عند الموت. قال النحاس :
وهذا قول حسن ، كما قال تعالى : «وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر
أحدهم الموت قال :
إني تبت الآن».
وقيل : الأولى أن يحمل عدم قبول التوبة في هذه الآية على من مات كافرا غير تائب ،
فكأنه عبر عن الموت على الكفر بعدم قبول التوبة ، أو تابوا في الآخرة عند معانية
العذاب ، كما أشير إليه بقوله تعالى : «ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم
ربنا أبصرنا» إلخ وبقوله تعالى : «فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا».
٤ ـ الواو
المصاحبة للشرط تستدعي شرطا آخر يعطف عليه الشرط الذي اقترنت الواو به ، والعادة
في مثل ذلك أن يكون المنطوق منبها على المسكوت عنه بطريق الأولى. مثاله قولك :
أكرم فلانا ولو أساء ، فهذه الواو عطفت المذكور على محذوف تقديره : أكرم فلانا لو
أحسن ولو أساء ، إلا إنك نبهت بإيجاب إكرامه ان أساء ، على أن إكرامه إن أحسن
بطريق الأولى ، والافتداء بملء الأرض ذهبا هو جدير بالقبول ، فإن لم يقل فبطريق
الأولى أن لا يقبل الافتداء بأقل من ذلك ، وهذا من دقائق النكت وأسرار لغتنا التي
لا تقف عند مدى.